وفجاءة سكت الصراخ والصياح والبكاء سكتة واحده وخيم الهدوء وبدأت علامات التعجب تملأ المكان وإذا بالباب يفتح ويخرج لهم .......
والد نجلاء وهو يتوكأ على كتف ابنه ناصر فكانت تلك اول مرة تلتقي عين ناصر بعين خالد ووالده ، في وسط ذهول خالد ووالده ينسيان السلام على ناصر و ينهالان بالاسئلة على والد نجلاء ( سلامات – وش السالفه ؟– عسى ماشر ؟ يجيبهم والد نجلاء مطمئنهم على صحته وان هذه إغماءة تتكرر عليه احيانا .. لياقطعه خالد ناقداً عليه اهماله صحته بهذه الطريقة ويوعز له بسرعة الذهاب لأقرب مستشفى لهم فيرضخ ابو نجلاء لرغبة خالد ويذهبون جميعهم في سيارة خالد الى مستشفى ( ...... التخصصي بالرياض. )
في منزل أبو نجلاء تبقى ثلاثة قوارير لايملكان من حيلة غير الانتظار أمام أجهزة الاتصال عسى يأتيهن بشير خبر عن والد الاثنتين وزوج ألثالثه في لحظة اختلطت فيها دموعهن ببقايا العصير الأحمر في الكاسات وفي حين غفلة من أهلها تختلي نجلاء بنفسها في غرفتها حزينة المعالم وتخرج من تحت سريرها ظرفا ورقياً مختوم تقترب من فتحه لولا طرقات على باب غرفتها تمنعها من ذلك حيث ترجعه الى مكانه وتذهب لفتح الباب ,لتجد أمها بالباب تخبرها بان لها مكالمة من نوف أخت خالد خطيبها .. تخرج نجلاء من غرفتها الورديه وتلتقط سماعة الهاتف و ترد بلسان أثقله كثر البكاء والعويل... الو .. اهلين نوف ... تنطلق نوف كعادتها بالكلام فهي عندما تتكلم لا احد يستطيع إيقافها .. هلابك نجلاء .وين اتفاقنا انا ماقلتلك تعطيني الاخبار اول بأول ليش تأخرتي لالا أنتي مراسلة أخبار كسوله الله يعين اخوي خالد عليك لا وحتى جوالك ماتردي عليه بعد .. ترد نجلاء بصوت متعب .. ماعليش انا اعلمك بعدين بس حصل ظرف طاري شوي لخبطني ... ترد نوف .. افا .. وشوو علميني .. هنا تخبرها نجلاء بكل الحكايه من سقوط والدها حتى ذهابه للمستشفى ,
في المستشفى
يدخل ناصر وخالد الى قسم الطواري بالمستشفى وهما يعتضدان ابو نجلاء بينما يبقى والد خالد بالسيارة لإخراجها من بوابة الطواريء استجابة لطلب رجل الامن ويطلب الطبيب من ناصر وخالد الانتظار في الصالة المقابلة لقسم الطواريء الى حين الكشف على والد نجلاء في صالة الانتظار يستأذن خالد من ناصر لإجراء مكالمة هاتفية مع أهله بينما ناصر يضل في الصالة جالساً وقد خيم الحزن عليه لولاً أمرا جلل حدث أمام عينيه أيقظ غرائزه وألهب مشاعر المراهقة التي تعتريه فنسي والده واهتم بما رأى فماذا رأى .. ؟
لقد اقبل عليه من آخر الصالة مخلوق بشري يمشي بخطوات إيقاعية وكأنه يرقص على أحلى سيمفونيات بيتهوفن كلما اقترب من ناصر تواءمت نبضات قلبه مع إيقاعات خطواته واقبل كملاكاً يلبس بالطوا ابيض قد تجسم على شكل فستان يقترب ويقترب وكلما يقترب يظهر لناصر شيئاً اخطر من الجسم الممشوق والخصر المبروم عيوناً اجتمعت بها جميع صفات انواع العيون وحطمت ارقاًماً جديده لجينيس في الحور والجمال ملأت بالكحل حتى غطى سهاماً تكاد تخرج من مكانها مع لثام مهتري يكاد ينزلق من فوق انفها المسلول وتقبل على ناصر وهي تضم بيمينها على صدرها ملفاً طبياً نسي ناصر والده وتمنى انه ذلك الملف لتقترب من ناصر وعيناه لاتنزل من على جسمها بينما تلحظه بنظرة لاتكررها إلا بعد كل خطوتين مره في اتصال بصري واضح بينهما فقد غرقت هي ونظراتها في وسامة ناصر عندما رأته يرتدي البنطال الجنز والسترة الحمراء مفتوحة الصدر وشعر جسمه يخرج من خلالها كنجيله نسي صاحبها حصادها وذراعين مفتولتين وهما في وضع لم يبقى من الإيمان في قلبيهما قدر أنملة فقد ارتفع فوق رأسيهما وبدأ الشيطان يرمي بشباكه عليهم ولسان حاليهما يقول ( ليش مايكون فيه اختلاط اكثر... ! ) ( فقد وافق شن طبقه ) بعد أن تتجاوز هذه الممرضه وهي من بنات البلد وتذهب إلى إحدى العيادات يبدأ ناصر رحلة البحث عن اسمها ورقمها فيستعين بشيطان الإنس تركي (الذي لايستعصي عليه شي فهو يستخدم عمله بإحدى الجهات الأمنية الحساسة للحصول على أي معلومة يرغب فيها بالذات ماتخص الوضع العام ) وذلك عن طريق الاتصال به ليطلب منه تركي طلب واحد.. اعطني اسم مدير الطواري فقط وماهي إلا دقائق حتى يأتي اتصال تركي زعيم الرذيلة ليخبر ناصر بان هذه الممرضة اسمها (اريام ) ورقم الجوال قريباً أزودك به هنا يدخل خالد الى الصالة بعد ان كان في الخارج من اجل إجراء المكالمة ويحاول الدخول إلى والد نجلاء فيتفاجأ بوالد نجلاء يخرج عليهم من الطوارئ مع ورقة طبية تقضي بوجوب مراجعة العيادات غداً لإجراء بعض الفحوصات وكانت هذه الاُمنية التي يتمناها ناصر وإن غداً لناضره لقريب , وفي طريق ألعوده إلى منزل ابونجلاء يأتي اتصال على جوال خالد يقلب كيانه ويفقده توازنه لقد تسلل له خبراً خطيراً مفاده ( لقد تم تحديد تنفيذ حكم القصاص على خاله عبدالله في يوم غداً بساحة العدل بالرياض ) لم يستطيع خالد إكمال قيادة السيارة أثناء سماع الخبر فيؤكل المهمة لناصر بعد ذلك .
في السجن العام بالرياض
تتحرك القوة الأمنية المرافقة لسيارة نقل المحكوم عليه ( عبدالله الذي قد قام في لحظة غضب بعدم مسك نفسه من الغضب كما قال رسولنا الكريم فتناول اقرب حديدة لينهال بها ضرباً على احد المعاكسين في احد مجمعات الخرج التسويقية بعد أن رأه بعينيه يرمي برقم جواله على إحدى بناته ليرديه قتيلاً ويسلم نفسه للسلطات ويودع سجن الرياض ليحكم عليه القاضي بتنفيذ شرع الله فيه ) وفي تلك اللحظة تفتح الزنزانة ويدخل احد ضباط الأمن مع احد المشايخ ويسلمان على عبدالله الذي يبحلق فيهما بنظرات من عيون اغرورقت بالدمع وقد تسارعت ضربات قلبه وخارت قواه فماتت بنات شفاته ولم يستطيع النطق ..فيبادره الشيخ بقوله .. ياعبدالله هذا حكم الله قوم ألان وتوضأ وصلي ركعتين وأطلب الله المغفرة والرحمة وبعد ماتنتهي من صلاتك هذا كاتب العدل ينتظر خارج الزنزانه سيكتب وصيتك وماتريد ابلاغه لأهلك هنا يحاول عبدالله النهوض ولكن رهبة الموت لاتسمح له بتحريك قدميه فيحاول الشيخ مع ضابط الامن مساعدته في ذلك حتى ينهض متكأً عليهما ,,, وفي الطريق الى ساحة العدل يتسلل نظر عبدالله من نافذة سيارة الأمن التي تقله إلى موقع القصاص فيرى شوارع الرياض وأسواقه وأهله ومبانيه ويبدأ شريط حياته يمر أمام عينيه فيتذكر أيام طفولته في هذه الأحياء وأيام صباه ويوم زواجه ولحظات شيطنته ويتذكر كم رمضاناً لم يصومه وكم حجاً لم يؤديه وكم مرة يمر بمكة دون أن ينوي العمرة أو الصلاة فيها وتتفجر براكين الدموع لتختلط مع براكين الشوق لحضن أمه في تلك اللحظة ويبدأ يتمتم بكلمات دخلت إلى نقيع عظامه و وكأنه يوصي الشوارع والمباني والاسواق ودموع الندم من مقلتيه قد غسلت وجه الارض ( امسكي نفسك عند الغضب )
في ساحة العدل
تصل القوة الأمنية إلى ساحة العدل المهيأة لإستقبال عبدالله وأي استقبال..؟ فقد تجمهر المتفرجون وطوقت القوات الامنية المكان وهناك في احدى السيارات يقف أخصام عبدالله أهل المجني عليه وهم ثلاثه أخويه ووالدته وفي احدى السيارات البعيدة يجلس احد الفضوليين ممن يهوون نشرالفضائح يحاول التقاط صورة فيديو بجهازه الجوال في غياب الرقيب ويستعد رجال الأمن لإنزال عبدالله الذي قد حقن بمهدي خفيف حتى يتم إنزاله من السيارة وعند نزوله يظهر عبدالله للمتفرجين وقد كبلت أيديه ورجليه وبدأ رجال الأمن في اعتضاده لعدم مقدرته على المشي منفرداً حتى يوسطانه الساحه فيقترب منه الشيخ ويقول .. ياعبدالله انت الان ستقابل ربك فأنطق يالشهاده فلم يستطيع عبدالله نطقها علناً الا في داخل صدره ويقترب في تلك اللحظة السياف اسمر البشرة وهو يمسح على سنا سيفه بيده كعطشان لايرويه إلا شرب الدماء وأكل الكبود في تلك اللحظة جميع الناس يتحولون من النظر إلى السَياف وعبدالله ويذهبون بأنظارهم الى مجموعة من النساء الفاضلات يتجمعون حول السيارة التي تقل أم المجني وأخويه في ضل محاولة رجال ألامن إثناءهم عن ذلك فتخرج لهن أمه ويدور بينهم كلام قد ملئ بالاسترحامات بالعفو والصفح ويقطع ذلك قراءة البيان الصادر من الوزارة المسئوله بمكبر الصوت من احدى دوريات الامن وأثناء قراءة البيان وبينما السياف يرفع بعض الملابس عن رقبة عبدالله ويبدأ في التفيذ إذا بام المجني عليه تستجيب لنداء بنات جنسها فترفع يدها وتصيح بأجمل صوت يسمعه عبدالله في حياته ( لقد عفوت عنك لوجه الله تعالى )على مرءى من المتفرجين ليتقدم الشيخ ويحول بين السياف وعبدالله ويأمر بإيقاف التنفيذ وسط ارتفاع أصوات الحاضرين التي بدأت تهتف وتردد ( الله الكبر ... الله اكبر .. الله اكبر ) تبدأ الحياة تدب في جسم عبدالله من جديد وقد كتب له عمراً جديدا وكانت هذه الحادثه اكبر تغيير في مسار حياة عبدالله فعاد احترامه لبنات حواء اكثر من اول ( وهنا اقول لمن يستخف بعقول النساء لاتتباهى فقد تكون نهاية حياتك يوما رهن اشارتهن )
وبعدها بثلاثة ايام في جامعة (................. بالرياض )
تلتقي نوف بنجلاء ويجلسان. في زاوية ضيقة من فناء الجامعة اثناء الاستراحة بين المحاضرات ويتبادلان التهاني بالخطبة وشفاء الوالد والعفو عن خال نوف وفي التفاتة سريعة لنوف تلحظ من بعيد منظراً غريباً يلفت النظر فتلكز نجلاء في كتفها موعزة لها بالذهاب معها حتى يستوضحان الأمر وتتسللان رويدا رويدا حتى يصلان الى مكان الحدث ..خلف برادات الماء بجانب الدرج
تجلس طالبتين في وضع مريب
ولابد من النهايه انتظرو الاحداث
تحياتي/بقاياجروح