قرية "العكاس" الوادعة
--------------------------------------------------------------------------------
علي سعد الموسى
أضافت يد الإرهاب قرية "العكاس" الوادعة الجميلة في غرب أبها إلى عشرات القرى التي فتحت من قبل سرادق العزاء في وداع شهيد. هذه هي رسالة الإرهاب إلى الذين مازالوا يتعاطفون مع القتل ضد الأيامى والثكالى واليتامى. وللذين مازالوا حتى في موقف الحياد، تأملوا الصورة الحزينة ليمنى ونمار ابنتي "آخر الدموع" من نسل فقيدنا الغالي عامر الشويش مثلما مرت علينا من قبل مئات الصور لأطفال هؤلاء المغدورين. تأملوا كتائب اليتامى الذين وزع هذا الفكر القاتل صورهم على صفحات الصحف بين فترة وأخرى. هؤلاء هم رسالة هذا الفكر إلى الذين مازالوا متعاطفين معه أو حتى منه في موقف الحياد. هؤلاء ليسوا هم الأيتام فحسب، بل إن أطفال معتنقي هذا الفكر وأربابه والمطلوبين في قوائمه هم الأيتام الحقيقيون، وحسبك من آباء تركوا أطفالهم كي يتفرغوا من أجل معركة بلا راية ومن أجل أوهام هم أول من يعرف أنهم لن يحققوا منها حرفا واحداً من هذه الأدبيات. ومع هذا كله يثبت هذا الوطن قيادة ومجتمعاً أنه أقرب للصفح والتوبة منه إلى العقوبة ويثبت يوماً بعد الذي يليه أنه قادر على احتواء الذين يخرجون من عباءته، ومثلما هذا الوطن والمجتمع يطاردان المطلوبين في كل كهف ومنفذ مثلما يفتحان ألف باب وشارع في الهواء الطلق لكل الذين قرروا أن يعودوا إلى الصواب ساعة الرشد.
وبالأمس، كنت على "الإشارة" في قارعة الطريق بأبها حين مر من أمامنا الأمير محمد بن نايف ذاهباً للعزاء في آخر شهيد. هو نفسه ذات الأمير الإنسان الذي واسى وعزّى والدي من أراد اغتياله في منزله. هو نفسه ذات الشخص الذي كفل يتيم الشهيد واحتضنه تماماً مثلما فعل مع أيتام المطلوبين أمنياً وتكفل بأسرهم واستقبلهم وفتح لهم باب العطاء حين لم يعطهم آباؤهم الحقيقيون سوى الخوف والقلق والحرمان. هذه هي رسالة القيادة والمجتمع لكل هارب مطلوب فوطنكم يغفر ويصفح ولا يعاقب. بقي له رسالة واحدة لسمو الأمير: لقد كانت "نقطة الحمراء الأمنية" في شمال جازان ومازالت كل هذه السنين حديث الناس هنا في اليقظة واستشعار المسؤولية الأمنية ولك أن تترك ثنائي لها وإشادتي لتسأل من شئت كي تتأكد أن هذه "النقطة الأمنية" بالتحديد كانت مثالاً وقدوة وسداً مخيفاً أمام هواة التخريب والتهريب حتى أصبحت على الدوام حديث الجمهور ومصدر اعتزازهم واطمئنانهم على الحس الأمني بشكل لا تبزه أي نقطة أمنية شبيهة. هؤلاء، سيدي، يستحقون منك كلمة شكر على مواقفهم التي يعرفها كل من كان بالمكان